زياد الرحباني .. كتب سألوني الناس بسبب مرض والده وقدم أشهر أغاني والدته فيروز

رحل صباح اليوم السبت 26 يوليو، الموسيقار اللبناني الكبير زياد الرحباني، وذلك في العاصمة بيروت صباح السبت عن عمر ناهز 69 عاماً، بعد صراع مع المرض استمر لسنوات.
الابن الأكبر
ولد زياد الرحباني في 1 يناير 1956، وهو الابن الأكبر لجارة القمر فيروز والموسيقار عاصي الرحباني، ورث الحس الفني منذ الطفولة، وبدأت موهبته تظهر بشكل لافت في سن المراهقة، حين كتب أولى أغانيه لوالدته بعنوان سألوني الناس أثناء مرض والده.
نجومية مبكرة
في سن الـ 17 بدأ يقدم عروضه الخاصة، وكانت انطلاقته المسرحية من خلال مسرحية سهرية ثم نزل السرور، التي شكلت علامة فارقة في المسرح السياسي اللبناني، امتاز زياد بخروجه عن القالب الرحباني الكلاسيكي، ليقدم أعمالا تحمل رسائل اجتماعية جريئة، بلغة شعبية ساخرة وعمق فكري لا تخطئه العين.
أعماله مع فيروز
جمعته علاقة استثنائية مع والدته فيروز، وشكلا ثنائي ناجح استمر لعقود، وكتب لها أشهر أغانيها في السبعينات والثمانينات، منها البوسطة، أنا عندي حنين، سلملي عليه، حبيتك تنسيت النوم، عندي ثقة فيك، ويا جبل الشيخ.
تميزت ألحانه بأسلوب يمزج بين الجاز والموسيقى الشرقية والروح الشعبية، ورفض الالتزام بالمألوف، كما لعب دوراً محورياً في تحديث الأغنية اللبنانية السياسية والاجتماعية، وأعاد تعريف الجمهور بمفهوم الأغنية الملتزمة بعيدا عن الشعارات.
المسرح السياسي
قدم زياد الرحباني مجموعة من أبرز المسرحيات السياسية في العالم العربي، أبرزها بالنسبة لبكرا شو، فيلم أميركي طويل، شي فاشل، بخصوص الكرامة والشعب العنيد، والفصل الآخر، واستعرض خلال مسرحياته أزمات الطائفية، الفساد، الحرب، والانتماء في لبنان، بأسلوب نقدي لا يخلو من السخرية.
حملت شخصياته المسرحية وجوها مألوفة من المجتمع اللبناني، ونجح في أن يجعلها تنطق بلسان الشارع، ما جعله صوتا معبرا عن جيل كامل خاب أمله في السياسة والواقع.
آخر ظهور
كان آخر ظهور علني لزياد قبل أشهر قليلة، حين أطل في مقابلة إذاعية نادرة تحدث خلالها عن تدهور صحته، ورفضه الابتعاد الكامل عن الفن، مؤكداً أنه يعمل على أرشفة أعماله القديمة، تمهيدا لإعادة نشرها بشكل منظم.
حزن ووداع
مع إعلان الوفاة، تصدر اسم زياد الرحباني التريند في لبنان وعدة دول عربية، وتدفقت كلمات النعي من فنانين ومثقفين من مختلف الأجيال، اعتبروا رحيله خسارة فكرية وفنية لا تعوض، كما أعلنت عائلته عن إقامة مراسم وداعه خلال أيام، وسط توقعات بحضور شعبي كبير.