فريد الأطرش.. قصة ملك العود الذي أحب مصر وأوصى أن يحتضنه ترابها بعد الرحيل
تحل اليوم 19 أكتوبر، ذكرى ميلاد فريد الأطرش، ملك العود الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1910، ورحل عن عالمنا في 26 ديسمبر من عام 1974، بعد إصابته بأزمة قلبية.
ملك العود.. رائد الفيلم الغنائي
قدم فريد الأطرش للسينما 31 فيلما، بدأها بـ انتصار الشباب للمخرج أحمد بدرخان، وأنتج بنفسه 18 فيلما من هذه الأعمال، والمميز في مسيرته السينمائية أن ثلاثة أرباع هذه الأفلام تندرج تحت مفهوم الفيلم الغنائي بالمعنى النقدي الدقيق، حيث لا يكون الغناء فيها مجرد إضافة أو وصلة، بل يصبح جزءا أصيلاً ومبررا في النسيج الدرامي للقصة، مستفيدا من خبرته المبكرة في مجال الدراما الغنائية التي اكتسبها أثناء عمله في فرقة بديعة مصابني، فيما انتهت مسيرته السينمائية بفيلم نغم في حياتي، الذي عرض في أغسطس 1975، بعد 8 أشهر من وفاته.
فريد الأطرش وأصالة الأوبريت
يعد فريد الأطرش صاحب الفضل الأكبر في المحافظة على فن الأوبريت وتطويره في السينما العربية، فـ رغم أن محمد عبدالوهاب قدم الأوبريت لأول مرة في يوم سعيد 1940، وأم كلثوم خطت خطوة مهمة بتعريب أوبرا عايدة في فيلم عايدة 1942، إلا أن فريد ظل الملتزم بتقديم هذا الفن في أغلب أعماله السينمائية.
إرث ملك العود ووصيته الأخيرة
ترك فريد الأطرش تراثا موسيقيا ضخما يقدر بحوالي 400 أغنية قام بغنائها وتلحينها لنفسه، بالإضافة إلى ما يقرب من 200 أغنية أخرى لحنها لكبار المطربين أمثال أسمهان وصباح وشادية ووديع الصافي.
كانت أيامه الأخيرة نشاطا مكثفا في تصوير فيلمه الأخير ومقاومة مستمرة للمرض، حتى وافته المنية في بيروت يوم الخميس 26 ديسمبر 1974 متأثرا بأزمة قلبية.
وعلى الرغم من إصرار عائلته على دفنه في بيروت، إلا أن شقيقه فؤاد الأطرش أعلن تنفيذ وصيته بأن يدفن في القاهرة، المدينة التي احتضنته وشهدت مجده، ووفاء لوصيته، حمل أحباؤه نعشه حتى مطار بيروت، ليصل جثمانه إلى القاهرة ليلة الأحد 29 ديسمبر 1974، ليدفن في صباح اليوم التالي وسط حشود غفيرة من محبيه، مستقرا في البساتين بجوار شقيقته أسمهان.
