ذكرى بديعة مصابني .. اكتشفت فريد الأطرش وسامية جمال وعاشت أيامها الأخيرة داخل مزرعة دواجن

تحل اليوم 23 يوليو، ذكرى وفاة بديعة مصابني التي رحلت عام 1974، بعد مشوار طويل صنعت فيه أسماء لامعة في عالم الفن، وارتبط اسمها بتاريخ المسرح والغناء والرقص الشرقي، ورغم نهايتها الحزينة ظل تأثيرها حاضرًا في ذاكرة الوسط الفني جيل بعد جيل.
البداية
ولدت بديعة مصابني عام 1904 في سوريا لأسرة درزية، وسافرت مع والدتها إلى الأرجنتين بعد وفاة والدها، هناك بدأت الغناء والرقص في النوادي الليلية، ثم عادت إلى بيروت ومنها جاءت إلى القاهرة عام 1923، وكان عمرها في ذلك الوقت 19 عاماً فقط.
انضمت إلى فرقة جورج أبيض، ثم إلى فرقة نجيب الريحاني، وبدأت كمطربة وممثلة على المسرح ولاقت ترحيبًا كبيرًا بسبب طريقتها المختلفة وأدائها الحيوي.
زواج وخيانة
تزوجت بديعة من نجيب الريحاني عام 1924، واستمر زواجهما لمدة 12 عاماً كانت خلالها الداعم الأول له في مشواره الفني، وشريكته في الإدارة والعمل، لكن الخلافات الشخصية أدت إلى الطلاق، ورغم ذلك ظلت تحتفظ بصورته في منزلها حتى وفاته عام 1949، ودخلت بعد رحيله في عزلة أثرت عليها لسنوات.
كشاف النجوم
في عام 1926، افتتحت مصابني كازينو بديعة، الذي جمع بين الغناء والرقص والمسرح، وتحول إلى مركز لاكتشاف النجوم، وانطلقت من خلاله أسماء مثل: إسماعيل ياسين، تحية كاريوكا، سامية جمال، فريد الأطرش، زينات صدقي، نجوى سالم، شكوكو، عبد العزيز محمود، كارم محمود، وسعاد مكاوي، وكانت بديعة تقوم بتدريبهم وتدير العمل بدقة وصرامة، وكانت حريصة على تقديم عروض متكاملة تجمع بين الفن الشرقي والطابع الاستعراضي الأوروبي.
هروبها من مصر
تعرضت بديعة لحملات تشويه واتهامات مستمرة من الصحافة، كما واجهت مشكلات ضريبية وضغوطاً متزايدة بعد ثورة يوليو 1952، خاصة مع تضييق الخناق على الكازينوهات والملاهي الليلية، لذلك قررت عام 1953 بيع الكازينو والهروب من مصر بأموالها قبل ملاحقة الضرائب لها، وبالفعل عادت إلى بيروت وحاولت افتتاح كازينو صغير لكنها لم تستطع الاستمرار وقررت الاعتزال والابتعاد عن الفن نهائياً.
النهاية
عاشت بديعة سنواتها الأخيرة في عزلة تامة، داخل مزرعة دواجن صغيرة لا تخرج منها ولا تستقبل أحداً بها، حتى توفت عام 1974، بعد تدهور حالتها الصحية.