ذكرى جورج سيدهم .. ضحية الخيانة بعد مسيرة أضحكت الملايين
تحل اليوم، الأربعاء 28 مايو، ذكرى ميلاد أحد أعمدة الكوميديا المصرية، جورج سيدهم، الذي وُلد في مثل هذا اليوم من عام 1938 بمحافظة سوهاج، وترك إرثًا فنيًا خالدًا لا تزال أصداؤه تملأ القلوب وتُرسم على الوجوه ضحكات صافية، رغم ما حمله من مآسي إنسانية أنهت مسيرته قبل أوانها.
موهبة استثنائية
منذ طفولته، بدا واضحًا أن جورج يملك موهبة استثنائية، ورغم تفوقه الأكاديمي ودراسته بكلية الزراعة في جامعة عين شمس، ثم حصوله على الماجستير في التلقيح الصناعي، إلا أن شغفه بالفن انتصر، ليترك طريق الدكتوراه ويهب حياته للمسرح والسينما، ويصنع لنفسه مجدًا لا يُنسى.
ميلاد الثلاثي الذهبي
تأسست فرقة ثلاثي أضواء المسرح عام 1963، على يد المخرج التليفزيوني محمد سالم، وضمّت في تشكيلها الأول جورج سيدهم، الضيف أحمد، وعادل نصيف، الذي سرعان ما غادر البلاد مهاجرًا، ليحل مكانه سمير غانم، ويكتمل بذلك الثلاثي الأسطوري.
تميّز الثلاثي في بداياتهم من خلال اسكتشات قصيرة لاقت نجاحًا كبيرًا، من أشهرها : دكتور الحقني وكتوموتو، والتي عُرضت في برامج المنوعات التليفزيونية، قبل أن يشقوا طريقهم إلى المسرح بنجاح لافت.
قدّم الثلاثي مجموعة من المسرحيات التي حُفرت في ذاكرة الجمهور، منها: طبيخ الملايكة عام 1964، براغيت عام 1967، فندق الأشغال الشاقة عام 1969، وكل واحد وله عفريت عام 1970.
كما تألقوا في فوازير رمضان، مثل: فوازير ثلاثي أضواء المسرح عام 1968، وحوي يا وحوي 1969، وفي السينما، قدّموا أفلامًا بارزة منها: المشاغبون عام 1965، إضراب الشحاتين عام 1967، العميل 77 عام 1969، واحد في المليون عام 1970.
وفاة الضيف أحمد
في 6 أبريل 1970، رحل الضيف أحمد لكن جورج وسمير قررا الاستمرار بنفس اسم الفرقة وقدما أعمالًا ناجحة أبرزها: موسيقى في الحي الشرقي 1971، جوليو ورومييت 1973، المتزوجون 1976، التي تُعد من أبرز محطات جورج سيدهم المسرحية على الإطلاق.
في عام 1983، انفصل جورج سيدهم عن سمير غانم فنيًا، ليبدأ مرحلة جديدة من الإبداع الفردي، قدّم خلالها مسرحيات ناجحة مثل: جواز مع الاشتراك في الأرباح 1984، كلام خواجات 1984، حب في التخشيبة 1994.
خيانة شقيقه
في مشهد إنساني مؤلم، تعرض جورج سيدهم لخيانة صادمة من شقيقه، الذي استغل ثقته به واستولى على أمواله ومسرحه، ليهرب بها خارج مصر، فكانت الصدمة قاسية إلى حد لا يُحتمل، فأصيب جورج بجلطة دماغية سبّبت له شللاً في نصفه الأيمن، لتنتهي مسيرته الفنية فجأة.
