ذكرى محمد عبدالوهاب .. غنى بإسم مستعار خوفًا من أسرته وأحمد شوقي منعه من الغناء وهو صغير

تحل اليوم ذكرى رحيل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، أحد أبرز رموز الموسيقى العربية في مصر والوطن العربي، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1991.
حياةمحمد عبدالوهاب
وُلد عبد الوهاب في 13 مارس 1898 بحي باب الشعرية في القاهرة، لأسرة مُتدينة رافضة فكرة دخوله مجال الفن، فقد كان والده يعمل في جامع سيدى الشعراني بباب الشعرية، لذلك التحق محمد بكُتّاب المسجد لحفظ القرآن تمهيدًا للالتحاق بالأزهر، لكن شغفه بالموسيقى والغناء قاده إلى الاستماع لشيوخ الطرب في الموالد والأفراح، ما أثار غضب أسرته التي كانت تعاقبه على فعل ذلك.
ورغم رفض أسرته، أصر عبد الوهاب على الغناء، وانضم إلى فرقة فوزي الجزايرلي وعمل كمطرب بين فصول العروض، بإسم مستعار وهو محمد البغدادي خوفًا من أسرته، التي عثرت عليه بعد ذلك وأجبرته على العودة للدراسة، فما كان منه إلا أن هرب مع فرقة سيرك إلى دمنهور ليواصل حلمه، قبل أن يُطرد منها بسبب رفضه القيام بأي عمل غير الغناء.
علاقته بأمير الشعراء أحمد شوقي
وبعد وساطات من أصدقاء العائلة، وافقت أسرته أخيرًا على احترافه الغناء، فانضم إلى فرقة عبدالرحمن رشدي مقابل ثلاثة جنيهات شهريًا، وفي أحد المرات حضر أمير الشعراء أحمد شوقي عرضًا لعبدالوهاب وكان لا يزال فتى صغيرًا، ومنعه من الغناء خوفًا على صحته، ولكن الأقدار جمعت بينهما مرة أخرى في حفل كبير بالإسكندرية عام 1924، وبعد الاستماع لصوته، طلب شوقي لقاءه، ومنذ تلك اللحظة تبنّاه واعتبره بمثابة ابنه، ليرافقه سبع سنوات كانت الأهم في تشكيل شخصيته الفنية والثقافية.
وعلّمه شوقي آداب الحديث والمظهر، وأحضر له مدرسًا للغة الفرنسية، وقدّمه للنخبة الثقافية والسياسية في مصر مثل طه حسين وسعد زغلول والعقاد وخلال تلك الفترة، لحّن عبد الوهاب قصائد شوقي الشهيرة مثل مضناك جفاه مرقده والنيل نجاشي ودمشق.
ألحان حمد عبدالوهاب
كما لحن أيضًا عبدالوهاب لأهم مطربي مصر والعالم العربي مثل أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، وفيروز، وليلى مراد، وفايزة أحمد، ووردة، ونجاة الصغيرة، كما شارك أيضًا في السينما كممثل في عدة أفلام منها الوردة البيضاء، يحيا الحب، وغزل البنات، حتى رحل عن عالمنا في 4 مايو 1991.