ذكرى رياض القصبجي.. دخل الفن من بوابة الملاكمة ومنعه الشلل من المشاركة في فيلم الخطايا

تحل اليوم 13 سبتمبر، ذكرى ميلاد الفنان رياض القصبجى حيث ولد فى 13 سبتمبر عام 1903، بمحافظة سوهاج، ولم يتلق التعليم في المدرسة، ولكنه استطاع تعلم القراءة والكتابة كما احترف رياضة الملاكمة، وكانت بدايته بعيدة تماماً عن الفن حيث عمل في بداية حياته محصل في السكة الحديد، وبدأ حبه للفن بعدما انضم لفرقة التمثيل بالسكة الحديد.
جار ريا وسكينة
ولد رياض القصبجي بمدينة جرجا بمحافظة سوهاج، وعاش ظروفًا صعبة بسبب انتشار عادة الثأر في قريته، ما اضطره إلى الهروب إلى الإسكندرية بحثًا عن الأمان، وهناك بدأ حياته العملية ككمسري في هيئة السكة الحديد، وسكن في منزل مجاور لمنزل السفاحتين الشهيرتين ريا وسكينة، دون أن يعلم بذلك.
دخل التمثيل من بوابة الملاكمة
ثم انتقل مرة أخرى إلى القاهرة وهناك استمر في التدريب على الملاكمة والتي كانت بابه للفن حيث رآه المخرج توجو مزراحي، أثناء تصوير فيلم سلفني 3 جنيه وطلب منه المشاركة معه بدور ملاكم، وهنا انطلق في عالم التمثيل.
المعلم ابن البلد
كان رياض القصبجي دائمًا يقدم دور المعلم القوي ابن البلد، وكانت له شعبية كبيرة، خاصةً في الأحياء الشعبية، لدرجة أن بعض الناس كانوا يخافون منه بسبب أدواره، ووصل الحال لأنه صرح ذات يوم بأن البقال والجزار وغيرهما من التجار لا يستطيعون أن يبيعون له بسعر غير التسعيرة المقررة خوفًا منه.
وبعد مرور رياض القصبجي بأزمة صحية، أصرت على نفسيته، قرر حسن الإمام أن يستعين به فى فيلم جديد ليرفع من روحه المعنوية بوقوفه أمام الكاميرا مرة أخرى، وفي هذا التوقيت في بداية الستينات، كان صناع فيلم الخطايا يعملون على إنهاء مشاهدهم، فعرض عليهم حسن الإمام أن يكون هناك دور للشاويش عطية.
الشلل منعه من المشاركة في الخطايا
بالفعل رحب الجميع وفي اليوم المحدد للتصوير، وبعد أن انتهى حليم من تصوير مشهده، بدأ تغيير الديكور لمشهد رياض القصبجي، والذى دخل الاستوديو وسط استقبال حافل، حتى جاء موعد التصوير، ولكنه لم ينهض، لم يتذكر، لم ينطق، خانته صحته وخانته ذاكرته وخانه لسانه، تحامل على نفسه مرات ومرات حتى سقط على الكرسي مرة أخرى مستسلماً لما فعله به الزمن وسقطت منه دمعةً حاول كثيراً منعها وبكى بجواره حسن الإمام، وكانت هذه هي نظرته الأخيرة للاستوديو حيث عاد إلى منزله محملاً بأحزان العالم فوق أكتافه.