ذكرى يوسف إدريس .. اتُهم بالإلحاد ودخل في صراع مع نجيب محفوظ بسبب نوبل

تحل اليوم 19 مايو، ذكرى ميلاد الكاتب والروائي يوسف إدريس، حيث ولد في مثل هذا اليوم من عام 1927، ورحل عن عالمنا يوم 1 أغسطس من عام 1991، إثر أزمة قلبية، بعد أن أثرى المكتبة العربية والفن بأعماله المهمة.
وُلد يوسف إدريس في قرية البيروم بمحافظة الشرقية، وتخرج من كلية الطب في عام 1951، وتخصص فى الطب النفسى، واشترك خلال سنوات دراسته بكلية الطب في مظاهرات كثيرة ضد الإنجليز ونظام الملك فاروق، وحاول أثناء دراسته للطب كتابة قصته القصيرة الأولى، التي لاقت شهرة كبيرة بين زملائه.
الكاتب المتمرد
لم يكن يوسف إدريس كاتبًا تقليديًا، بل جاء بروح المتمرّد، حيث كان يرى أن الأدب ليس ترفًا بل ضرورة، وأن القصة القصيرة هي الشكل الأنسب للتعبير عن التغيرات الاجتماعية السريعة في مصر، وفي عام 1954، نشر مجموعته القصصية الأولى أرخص ليالي، ومنذ تلك اللحظة، بدأ إدريس يضع لبنات مشروع أدبي متكامل يقوم على تصوير المجتمع من الداخل، لا من فوق.
تميز يوسف إدريس بأسلوب واقعي قريب من الحياة اليومية، لكنه كان قادرًا في لحظات كثيرة على الارتقاء بلغته إلى مستويات رمزية، كما في أعماله النداهة والحرام، لم يكن معنيًا فقط بالحكاية، بل بالسياق الاجتماعي والسياسي والنفسي للشخصيات، وحملت قصصه القصيرة نفسًا صوفيًا أحيانًا، وساخرًا في أحيان أخرى.
صراع أدبي مع نجيب محفوظ
دخل يوسف إدريس في صراعات أدبية مع رموز كبار مثل نجيب محفوظ، حين ادّعى أحقيته بجائزة نوبل، لكنه تراجع لاحقًا عن تصريحاته، ولم تكن خلافات شخصية بقدر ما كانت جزءًا من شخصيته الجريئة التي لا تؤمن بالمهادنة.
واتُهم إدريس بالإلحاد وكان هذا الاتهام من المواقف العصيبة فى حياته، رغم أنه زار الكعبة وتعلق فى أستارها وأخذ يبكى، غير أن انحيازه لليسار في وقت من الأوقات، كان سببا فى اتهامه بالإلحاد، حيث جرت العادة آنذاك أن أي شخص يساري يُتهم بالإلحاد.
سره الباتع آخر أعماله
وكانت آخر كتابات يوسف إدريس الروائية التي قدمت كأعمال فنية سره الباتع، الذي قدمها المخرج خالد يوسف، عام 2023 في مسلسل درامي، وهي واحدة من المجموعة القصصية التي كتبها الراحل عام 1958، وحقق العمل نجاحاً كبيراً وقت عرضه، وقام ببطولته أحمد فهمي، أحمد السعدني، ريم مصطفى، حنان مطاوع، هدى الإتربي، حسين فهمي، عمرو عبدالجليل، أحمد عبدالعزيز، صلاح عبدالله، محمود قابيل، أيمن الشيوي، الراحل مصطفى درويش، منة فضالي.