بعد ترشحه للأوسكار.. هل يصنع هابي بيرث داي موجة جديدة في السينما المصرية؟

بعد الترشح اللافت لفيلم هابي بيرث داي لـ جائزة الأوسكار، عاد الجدل من جديد حول فرص المخرجين الصاعدين في دخول الصناعة العالمية، ومدى إمكانية وصول تجارب الشباب إلى منصات العرض الدولية وصناعة الجوائز، الفيلم الذي خطف الأنظار بقصته البسيطة وأسلوبه الإنساني العميق، تحول إلى مثال حي يؤكد أن الوصول إلى العالمية لا يحتاج ميزانيات ضخمة أو عدد كبير من النجوم في عمل واحد، بقدر ما يحتاج رؤية وسردًا مختلفًا وإخراجًا يمتلك بصمة.
فكرة بسيطة وسرد خارج الصندوق
ما يميز تجربة عيد ميلاد سعيد هو خروجه من إطار الإنتاج التقليدي، حيث اعتمد على فريق شاب بميزانية محدودة وإنتاج مستقل، قبل أن يشق طريقه عبر المهرجانات الدولية ويحقق صدى نقديًا وجماهيريًا واسعًا، ويرى أعضاء لجان المهرجانات التي شارك فيها أنه يستحق الخروج للنور وفرصة منافسته على جائزة عالمية بقيمة الأوسكار مُستحقة.
بوابة لاكتشاف المخرجين الصاعدين
نجاح الفيلم جاء ليعزز فكرة أن المنصات الرقمية ومهرجانات الأفلام القصيرة أصبحت بوابة حقيقية للاكتشاف، وأن الطريق إلى الأوسكار لم يعد مقتصرًا فقط على شركات الإنتاج الكبرى أو صناع السينما ذوي النفوذ كما هو معتاد، فكلما زادت فرصة عيد ميلاد سعيد في الفوز بالأوسكار أو الجوائز العالمية، زاد حماس صُناع السينما الجُدد للابتكار والخروج عن المألوف.
والأمر لا يتطلب سوى فكرة مختلفة تناقش قضية إنسانية ليسلط الضوء عليها، وسردها بشكل بسيط يجذب المشاهد من اللحظة الأولى مع تقديم طرق لحلها والتعامل معها من خلال العمل، بالإضافة إلى اختيار الموهبة القادرة على إيصال مشاعر المؤلف والمخرج لمختلف الفئات والجنسيات التي تشاهد وتُقيم العمل، أما المحرك الأساسي لنجاح الفيلم يكمن في المخرج فهو بمثابة الدينامو لكل المجهودات ورؤيته الفنية ترتقي بعمله أو تجعله مُهمش.
هل يتغير مستقبل السينما العربية؟
يفتح نجاح عيد ميلاد سعيد الباب أمام سؤال مهم وهو، هل يتيح هذا الفوز فرصة أكبر لصناع السينما العرب الشباب للمنافسة عالميًا وخصوصًا أن السنوات الأخيرة شهدت بروز تجارب عربية لافتة في السينما المستقلة، ونجاحات في مهرجانات كبرى مثل كان وبرلين والبندقية، وأبرز تلك الأفلام: فيلم عيسى للمخرج مراد مصطفى، والسلام عليك يا مريم للمخرج باسل خليل.