واثق الخطى يمشي ملكاً وليس ساعداً للملك كوصف أدق. الممثل الأمريكي بيتر دنكليج مؤدي شخصية «تيريون لانستر» في مسلسل «Game of thrones» ليس مجرد ممثل استطاع التغلب على طبيعته الجسدية، ولكنه قصة نجاح صارت ملهمة للكثيرين، خاصة بعدما تحول إلى واحداً من أعلى الممثلين أجراً في المسلسلات، فضلاً عن تلقيه العديد من الجوائز العالمية. 

أزمة التقزم

وبدأت أزمة بيتر - والتي تحولت فيما بعد إلى سبب كبير في نجوميته - مع ولادته وذلك حينما ولد برأس شخص عادي ولكن بأطراف قصيرة، وقد بدأ حلم التمثيل يراوده في طفولته، وشارك في عدة مسرحيات مدرسية كانت سبباً في تلقيه الإشادة من أساتذته مما شجعه بشكل أكبر إلى تحقيق حلمه في أن يصبح ممثلاً.

وحين أصابه اليأس في مرحلة الشباب قرر تأسيس شركة إنتاج خاصة به لتقديم مسرحيات بشكل مختلف، لكن الشركة فشلت ولم ينجح في أن يتحول بشركته إلى ممثل يتهافت عليه المخرجون، لكنه عاد ليدق باب «هوليوود» مجدداً. إلا أنه واجه صعوبة في طبيعة الأدوار التي رشح لها، والتي حصرته في دور القزم الغبي، أو «العفريت» وهو ما رفضه بشدة.

نقطة التحول إلى النجومية

وبعد الكثير من المحاولات كان «دنكليج» على موعد مع المحطة الأهم في حياته، وذلك من خلال مسلسل «Game of thrones» وذلك حين اجتمع مع فريق العمل وتقدم إلى الدور ووافق على تجسيده في منتصف المقابلة مع المؤلف والمنتجين والمخرجين بسبب أنه يقدم القزم كإنسان له مشاعره وأفكاره ومعاركه الشخصية، وليس كمادة للضحك أو السخرية، وقد تحولت شخصية «تيريون لانستر» إلى واحدة من أكثر الشخصيات جماهيرية في تاريخ العمل، وهو ما دفع مؤلف السلسلة «جورج آر. آر. مارتن» إلى التصريح بأن صناع العمل كانوا سيصبحون في موقف لا يحسدون عليه لو رفض «دنكليج» الدور. 

من سفح الفشل إلى قمة النجومية

وقد نال الممثل الأمريكي عنه جائزتي «إيمي» كأفضل ممثل مساعد عامي 2011، و2012، كما نال جائزة «جولدن جلوب» عام 2012 عن نفس الدور، وهو ما جعله واحد من أهم الممثلين في هوليوود، وضمن قائمة الأكثر شعبية في الوقت الحالي.

وتطرح حالة بيتر السؤال الأبرز: متى يظهر في عالمنا العربي بطل قزم لا يٌقدم فقط كمادة للسخرية، أو كـ «أراجوز» في الأفلام الكوميدية؟.