رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
كل النجوم صوت وصورة
رئيس التحرير
عبدالحميد العش
facebook twitter youtube instagram tiktok

الإمام عبدالمجيد سليم .. رفض مصافحة الملك فاروق وفتوى أطاحت به من مشيخة الأزهر

الإمام عبدالمجيد
الإمام عبدالمجيد سليم

يعد الشيخ عبد المجيد سليم، من كبار علماء الأزهر الشريف، وأحد أهم من تولوا المشيخة، وتخرج من الأزهر عام 1908، حاملا العالمية من الدرجة الأولى.

 

ولد الشيخ عبدالمجيد عام 1882، في مركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، والتحق بالأزهر ونبغ فى علم الفلسفة حتى أنه اشتهر بين زملائه باسم ابن سينا، حيث كان يحضر دروس الشيخ محمد عبده فى الرواق العباسي أشهر أروقة الأزهر لمدة خمس سنوات، تلقى فيها أسرار البلاغة، ودلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني، ودروس فى تفسير القرآن الكريم والمنطق.

 

ومن أشهر مواقفه حينما كان مفتيًا للديار المصرية حيث وصل إليه سؤال من إحدى المجلات عن مدى شرعية إقامة الحفلات الراقصة في قصور الكبار.

 

وقد حمل رسالة المجلة إليه أحد أمناء الفتوى في دار الإفتاء، ولفت نظره إلى أن المجلة التي طلبت الفتوى من المجلات المعارضة للملك، وأن الملك قد أقام حفلًا راقصًا في قصر عابدين، فالفتوى إذن سياسية، وتريد المجلة بذلك الوقيعة بين الشيخ وبين الملك، فقال سليم : وماذا في ذلك؟ إن المفتى إذا سُل فلا بد أن يجيب ما دام يعلم الحكم وأصدر الفتوى بحرمة هذه الحفلات.

 

ونشرت مجلة آخر ساعة في عام 1951 الفتوى مؤيدة بالأدلة الشرعية، وحدثت الأزمة بين الملك والمفتي، وصمم الملك على الانتقام من المفتي الذي كانت فتواه سببًا في إحراج موقفه السياسي، وعلى إثر هذه الفتوى وجه الديوان الملكي الدعوة إلى الشيخ عبدالمجيد سليم لحضور صلاة الجمعة مع الملك في مسجد قصر عابدين، وهو القصر الذي أقيم فيه الحفل الراقص.

 

ذهب المفتى وجلس في المكان المخصص له، وحين حضر الملك جلس في مكانه بالصف الأول، وبعد انتهاء الصلاة وقف كبار المصلين لمصافحة الملك بعد الصلاة قبل أن يدخل إلى حديقة القصر من الباب الداخلي للمسجد المؤدي إلى الحديقة، ووقف المفتى في مكانه استعدادا لهذه المصافحة الملكية، وكان كل من يأتي عليه الدور للمصافحة يرفع يده قبل أن يدركه الملك استعدادًا للمصافحة.

 

لكن الشيخ سليم هدته فطرته الإيمانية إلى عدم رفع يده، وكانت نية الملك أن يترك يد الشيخ ممدودة للمصافحة دون أن يصافحه، ويكون في ذلك عقابه والانتقام منه، ولكن الشيخ أنقذه حدسه الإيماني، وكانت نتيجة هذا الموقف وتداعياته أن أصدر الملك قرارًا بإقالة سليم من المشيخة، فاستقال في 3 سبتمبر من نفس العام.

 

تم نسخ الرابط