الشيخ محمود شلتوت .. أول من حمل لقب الإمام الأكبر وقدم استقالته لـ عبدالناصر بسبب تقليص صلاحياته

يعد الشيخ محمود محمد شلتوت، أحد أبرز شيوخ الأزهر، وأول من حمل لقب الإمام الأكبر، ولُقب بـ إمام التقريب، نظرًا لسعيه للتقريب بين المذاهب الإسلامية خاصة السنة والشيعة.

ولد الشيخ شلتوت عام 1893، في منية بني منصور مركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة، والتحق بمعهد الإسكندرية، وبعد حصوله على الشهادة العالمية النظامية عمل مدرسًا بمعهد الإسكندرية ثم انتقل للعمل بالقاهرة.

وتم فصله من عمله عام 1931، بسبب تمسكه بضرورة إصلاح الأزهر واستقلاله، وهو ما جعله يتجه للعمل بالمحاماة، وبعد 4 أعوام من فصله أعيد إلى العمل بالأزهر مرة أخرى، وعين مدرسًا بكلية الشريعة، ثم وكيلًا للكلية ومفتشًا بالإدارة العامة بالجامع الأزهر، وعرض عليه التعيين وكيلاً للأزهر مرتان، الأولى عام 1950 ورفضها بسبب اشتراط الملك فاروق عليه التخلي عن الخطابة والتدريس بمسجد الأمير محمد على الصغير في المنيل، وعين في الثانية وكيلًا للأزهر عام 1958، وبعدها بعام تولى مشيخة الأزهر.

وكان النهوض بالأزهر الشريف محور اهتمامه وتركيزه، وصدر في عهده قانون تنظيم الأزهر رقم 103 لسنة 1961، وأنشأ شلتوت مجمع البحوث الإسلامية، وسمح للفتيات لأول مرة الالتحاق بالمعاهد الأزهرية، وتوسع في إنشاء المعاهد وزيادة البعثات الأزهرية للدول الأوروبية، ومن أبرز فتاويه جواز التعبد على أي مذهب من المذاهب الإسلامية التي عُرفت أصولها ونقلت نقلًا صحيحًا ومنها مذهب الشيعة الإمامية.

وللشيخ شلتوت العديد من المؤلفات منها فقه القرآن والسنة، مقارنة المذاهب، رسالة الأزهر، والإسلام عقيدة وشريعة، وحصل على عدد من الجوائز والأوسمة منها كسوة التشريف من الدرجة الأولى، والدكتوراه الفخرية من كل من جامعة ميدان بإندونيسيا، وجامعة شيلي، والجامعة الإسلامية بجاكرتا، ودرجة الأستاذية الفخرية من حكومة الكاميرون، ووسام العرش من ملك المغرب 1960، ووسام من الملك محمد طاهر شاه ملك أفغانستان، ووسام من الفريق إبراهيم عبود رئيس جمهورية السودان.

وقدم شلتوت استقالته من المشيخة إلى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في عام 1963، بسبب تقليص سلطات وصلاحيات شيخ الأزهر، وفي نفس العام رحل عن عالمنا بعد معاناته من أمراض الشيخوخة.