رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
كل النجوم صوت وصورة
رئيس التحرير
عبدالحميد العش
facebook twitter youtube instagram tiktok

إلهامي سمير يكتب : إلهام شاهين .. الفاضلة ممكن

إلهام شاهين - إلهامي
إلهام شاهين - إلهامي سمير

الناس فى بلادي غاضبون، مستاءون، يتحدثون ويتجادلون، وفى النهاية يشتمون، لأن إلهام شاهين، كما يقولون قررت أن تقدم مسرحية جديدة تهدم بها المجتمع، وتعادل فى جرمها سعى أبرهه لهدم الكعبة.

 

منذ أيام صرحت إلهام شاهين بأنها تحدثت مع الفنانة الكبيرة سميحة أيوب فى شأن إعادة تقديم المسرحية التى قدمتها الأخيرة على المسرح فى الستينات، على أن تكون المسرحية من إخراج النجمة الكبيرة سميحة أيوب. مر الخبر بسلام، حتى صرحت إلهام بإسم المسرحية "المومس الفاضلة" ليبدأ جلادوا السوشيال ميديا، فى مهاجمة إلهام بحجة أنها تنوى تقديم مسرحية تدعو لنشر الرذيلة، وبما أن اسمها "المومس الفاضلة" إذا فالمسرحية، كما قالوا، ستكون أبعد ما تكون عن الفضيلة، وأنها باختصار ستكون مجموعة من "المناظر" دون قصة.

 

وأنا شخصيا أتفهم تماما أن تجادل وتناقش فى الرسالة التى يتصدي فنان لتقديمها من خلال عمل فني، لكنى لا أتفهم أبدا أن يكون الهجوم لأجل الهجوم، محملا بالسباب واللعنات التى نزلت على رأس إلهام شاهين، التى لم تصرح أصلا بأن المسرحية حين عرضها فى مصر ـ إذا عُرضت يعنى ـ ستكون بنفس الاسم، وهو ما أستبعده تماما.

 

والأزمة الحقيقية، أن هؤلاء الذين شمروا السواعد ونصبوا المحاكم لإلهام شاهين، لم يكلفوا خاطرهم بقراءة النص الأصلى للمسرحية، ولا أعتقد أن منهم من يعرف حتى كاتبها الفرنسي جان بول سارتر، ولا أتصور أن من بينهم من يعرف أحداث المسرحية، البعيدة تماما عن كل التصورات التى أتحفنا بها فذالكة السوشيال ميديا.

 

فى خضم الهجوم، حاولت إلهام ومعها فيض من المثقفين، والمتخصصين، ومن منحهم الله القدرة على النقاش دون شتائم أو اتهامات مسبقة بالتكفير والعمالة، توضيح الصورة، والتأكيد على أن المسرحية تناقش العنصرية، وأن المسرحية لا يوجد بها أى مشاهد من اللى بالى بالك، وأن المسرحية فى حال تقديمها فى مصر فلن تكون بنفس الإسم ويمكن أن تكون بإسم الفاضلة فقط، وأن الأمر كله مجرد فكرة ودردشة بين فنانتين، لم يتم اتخاذ أى خطوات لتنفيذها، لكن كل تلك المجهودات باءت بالفشل، أمام عقول تتبنى نظرية الهجوم أولا وبعدين نبقى نفهم ونتفاهم، عقول تردك بأن الفنان ملك لجمهوره وطالما أنه ملك لجمهوره ـ بحسب تصورهم ـ يبقى نعمل فيه اللى إحنا عايزينه، نتدخل فى حياته الشخصية وحياة كل اللى يعرفوه، نحاكمه على لبسه وصوره، على فلوسه، منين جابها، وفين هيصرفها ؟ عن سبب عدم حبه للملوخية وتفضيله البامية على الفاصوليا؟

 

لكن هل فكرت يا عزيزي المهاجم، المؤمن بأن الفنان ملك لك، أنك تستنى لحد ما تشوف بروفة واحدة حتى للمسرحية وبعدين تقول وجهة نظرك بكل حرية، ثم هل فكرت ماذا سيحدث إذا تبدلت الآية، إذا رزقك الله بولاد الحلال اللى يسألولك عن كل كبيرة وصغيرة فى حياتك، أظن أنك لن ترضي وقتها بأمر كهذا، شوف كام مرة زعلت فيها من أمك وأبوك ـ رغم أنهم أقرب اتنين ليك فى الكوكب ـ لأنهم تدخلوا فى اختيارتك أو عاتبوك على قصة شعر تجاوزت ذوقهم أو خروجة متأخرة خالفت مواعيد زمنهم .. فن الفنان يا سادة هو فقط ما يمكن اعتباره ملكا لجمهوره أما الفنان نفسه فهو ملك نفسه.

 

 

تم نسخ الرابط