لبنى عبدالعزيز عن محمود ياسين : كانوا بيحسدوني إني اشتغلت معاه
رحل المثقف الراقي النجم محمود ياسين، والذي جمع بين شتى الصفات التي تشكل شخصية لا تنسى، فعندما يتمتع شخص بصفات الراحل محمود ياسين حتماً سيترك رحيله أثراً مؤلما لدى كل من عرفه، ومن النجمات اللاتي عملن معه كانت الراقية لبنى عبدالعزيز، والتي تتحدث اليوم عنه باكيةً في تصريح خاص لـ خبر أبيض قائلةً : مازالت خسائرنا متتالية، مازلنا نخسر أفضل من قدمهم لنا الفن، ومحمود ياسين من القلائل الذين تمتعوا بطيب الخلق مع الموهبة الصادقة، خسارتنا تزيد في هذه الفئة الراقية.
وعن عملها معه في فيلم جدو حبيبي قالت : كانت المرة الأولى التي نلتقي بها، وكانت من أجمل فترات حياتي وأسعدها، والسبب الرئيسي الذي دفعني لقبول الدور هو أن محمود ياسين سيكون أمامي، وكان في قمة النشاط والمرح والعطاء والأخلاق، لم أشعر أنه مريض أو يشكو من أي شيء كان وكأنه شاب بالثلاثينات، كان يستقبلني يومياً بالشعر، متمكن من اللغة وكأنه شاعر يلقي لي الشعر يومياً وكنت أتعجب من أين أتى بكل هذه الثقافة والتمكن، حرص دائماً على إظهار سعادته بالعمل معي وأنه كان يتمنى أن نتشارك في أحد الأدوار، وكأن الله رزقه الفرصة أن نعمل معاً كان يقول لي : دي نعمة كبيرة إني أشتغل معاكي.
وأتبعت : هذا غير صوته الرخيم ونبراته المميزة وتمكنه من اللغة العربية، كانا يعطيانه بعداً ثالثاً تجعل أي عمل يشارك به يكون أرقى من أي عمل آخر، أنا تمتعت بأيامي في التصوير معه وكأنه روح أكثر من جسد أعطاه الله جميع الصفات التي ممكن أن يحبها الإنسان.
وأضافت بصوت متقطع باكي، فقدنا الكثير بفقدانه، وأعطانا مالا يستطيع غيره تقديمه، مهما قلت لن أوفيه حقه، حتى أن كل صديقاتي كانوا يحسدونني على العمل معه ويسألونني عن كل تفاصيله، وذات يوم كنت ألقي محاضرة على زوجات الدبلوماسيين، جميعهم يعشقونه، وبرغم أنهم أجانب إلا أنهم بلا استثناء يعرفونه معرفة قوية، وبالفعل أخبرته بالأمر وكان سعيد جداً، وكنت حقاً أشعر بالفخر بكونه مصري مثلي، أنا أيضاً أستحق من يعزيني به، فبرغم قصر فترة معرفتي به إلا أنه سكن قلبي، وفي وفاة زوجي كان هو وشهيرة أول من وقف بجواري، فتمتع بكل صفات الرجولة والرقي.
