رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
كل النجوم صوت وصورة
رئيس التحرير
عبدالحميد العش
facebook twitter youtube instagram tiktok

الشيخ محمد رفعت .. «صوت السماء» الذي اهتم بدراسة علم القراءات والتفسير

الشيخ محمد رفعت
الشيخ محمد رفعت

ولد الشيخ محمد رفعت بحي المغربلين بالقاهرة في يوم 9 مايو عام 1882م، وفقد عينيه مبكرًا وعمره لا يتجاوز عامين، وقيل أن السبب في ذلك أن سيدة رأته فقالت عنه: إنه ابن ملوك، عيناه تقولان ذلك، فاستيقظ في اليوم التالي يعاني من عينيه حتى فقد بصره، ثم ألحقه والده بكتاب مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز حتى أتم حفظ القرآن الكريم وتجويده كاملًا قبل أن يبلغ العاشرة من عمره.

 

بعدما أتم حفظ القرآن الكريم، بدأ يتلو كل خميس في المسجد ثم عين بعد ذلك لقراءة القرآن يوم الجمعة بنفس المسجد، وهو في الخامسة عشر من عمره، وظل الشيخ محمد رفعت يقرأ القرآن في هذا المسجد قرابة الثلاثين عامًا، وفي نهاية مايو 1934، تم افتتاح الإذاعة المصرية، وعبر الأثير بثت صوت «قيثارة السماء»، وهو يتلو آيات من القرآن الكريم استهلها بقوله تعالى: «إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا»، وكان رحمه الله يخشى من أن تكون إذاعة القرآن محرمة خوفًا من أن يستمع الناس لها في الحانات والملاهي، فذهب أولًا وقبل أي شيء ليستفتي علماء الأزهر حتى أفتاه الشيخ محمد الأحمدي الظواهري، شيخ الأزهر، وظل الشيخ محمد رفعت يقرأ على الهواء في الإذاعة المصرية يومي الأثنين والجمعة حتى عام 1948.

 

كانت تلك التلاوة سببًا في أن تطلب الإذاعة البريطانية العربية من الشيخ محمد رفعت تسجيلًا بصوته من القرآن الكريم، ورفض في البداية اعتقادًا منه أن ذلك محرم لأنهم ليسوا مسلمين، حتى أفتاه الإمام المراغي بجواز ذلك، فسجل لهم ترتيلًا لسورة مريم، ليتلقى بعدها عروضَا ضخمة ليقرأ القرآن خارج مصر أشهرها عرض الهند، حتى ضاعف له حيدر آباد العرض المالي ليصل إلى 45 ألف جنيه، لكنه غضب وقال: أنا لا أبحث عن المال أبدًا فإن الدنيا كلها عرض زائل، وقيل بسببه إن القرآن الكريم نزل بالحجاز، وقُرأ في مصر.

 

اهتم الشيخ رفعت بدراسة علم القراءات والتفسير والمقامات الموسيقية، واهتم كذلك بدراسة الموسيقى الكلاسيكية فدرس موسيقى بيتهوفن وموزارت وفاغنر، كما ارتبط بعلاقات قوية بعدد من الأدباء والفنانين مثل محمد عبد الوهاب وفكري أباظة وبديع خيري، وغنى بصوته قصيدة أراك عصي الدمع في حضور عبد الوهاب.

 

بدأ الشيخ محمد رفعت يعاني المرض منذ عام 1943، حيث أصابته «زغطة» ظلت تلازمه رغم سعيه للعلاج لدى العديد من الأطباء لتظل معه طوال سبع سنوات حتى أصيب بسرطان الحنجرة، وتوفى الشيخ محمد رفعت في 9 مايو عام 1950، عن عمر 68 عامًا.

 

 

تم نسخ الرابط