ضايل عِنا عرض يعكس صرخة فلسطين للعرب من خلال مهرجان القاهرة السينمائي بدورته 46
في عرض اُعتبر من أقوى لحظات الدورة 46 من مهرجان القاهرة السينمائي، خطف الفيلم الفلسطيني ضايل عِنا عرض الأنظار في العرض الأول له بأولى أيام فعاليات المهرجان، بعدما قدَم رؤية فنية موجعة وإنسانية عن الواقع اليومي للفلسطينيين بشكل جرئ، وترك أثرًا واضحًا داخل قاعة العرض، مؤكدًا على دور السينما في نقل معاناة الشعوب العربية.
سينما المقاومة تقوم بدورها
بصوت خافت تحركت كاميرا المقاومة ككجزء بسيط من البيت الفلسطيني المهدد بالزوال، لتصف مشهدًا سياسيًا مباشرًا وضع المُشاهد العربي داخل تجربة حيَة تروي تفاصيل معاناة يعيشها شعب بأكلمه وترصد الخطر المُصاحب لهم في كل خطوة.
بنية درامية حساسة بين المخرج والممثلين
توتر درامي عكسه المخرج من خلال التفاصيل الصغيرة بين مشاهد الفيلم، وبأقل الإمكانيات تمكن صناع العمل من توصيل رسالتهم بشكل مباشر وجراءة فنية غير مسبوقة.
بين ركام البيوت المقصوفة وأوجه الأطفال المسلوب حريتها تنقلت كاميرا مي سعد وأحمد الدنف مخرجا الفيلم في رحلة مؤثرة بين أعضاء سيرك غزة الحر، موثقًة مشوارهم وإصرارهم على إسعاد أطفال غزة ومحاولة فتح سبيل جديد للعيش بسعادة وتسليط الضوء على بارقة أمل جديدة لهم في ظل الظروف العصيبة والمؤلمة التي يمرون بها.
وتميز الفيلم بالاداء العفوي من أعماق الواقع الأليم والمشاعر الصادقة لطاقم السيرك الذي سعى طوال الوقت لإثبات الهوية الفلسطينية دون تكلُفات، حيث ظهروا خلال أكثر من 70 دقيقة يبادلون الحوارات والأحاديث التلقائية عن الواقع الذي يعيشونه، بالإضافة إلى مشاعر القلق والتوتر التي سيطرت على حياتهم بسبب الخراب الذي خلفته الحرب.
القاهرة السينمائي يحتضن صوت فلسطين
عُرض الفيلم داخل مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ46 في أولى أيام فعالياته، ولم يكُن مجرد عرض وحضور رسمي ضمن برنامج المهرجان، بل كان منبرًا مفتوحًا لحرية الصوت الفلسطيني الذي يبحث عن بيته وموطنه، فبدا القاهرة السينمائي منصة احتضنت صرخة عربية فلسطينية ووصلتها للعالم.
وشهد الفيلم حضورًا مميزًا داخل قاعة العرض وجاء أبرز الحضور، حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، خالد النبوي، الإعلامي محمود سعد، صبري فواز، يسري نصرالله، مع حضور طاقم عمل فيلم ضايل عِنا عرض.
رسالة إنسانية دون خطابات سياسية
وأهم ما يميز فيلم ضايل عِنا عرض أنه لا يرفع أي شعارات سياسية مباشرة، ولا يحاول أن يقوم بدور سياسي تقليدي، بل ترك الكلمة للجمهور العربي، وترك التأثير للواقع الذي يقوم بمهمته في توصيل رسالة إنسانية من قلب الحياة الفلسطينية دون خطابات سياسية، وهنا كمنت قوة الفيلم، حيث قدم فلسطين بعيدًا عن الأخبار وأعادها للإنسان والمشاعر الوطنية.
