دور اعتذر عنه عمرو دياب فأصبح من أهم أعمال محمد منير
بفكر جريء وصورة سينمائية تتحدى الزمن، قدّم المخرج العالمي يوسف شاهين عام 1997 أحد أهم أفلامه الفكرية والإنسانية، فيلم المصير، الذي تجاوز به حدود الدراما ووصَل من خلاله رسالة جمعت بين الحرية والإبداع، كما عودنا في أعماله الفنية وتناول العمل سيرة الفيلسوف ابن رشد خلال القرن الـ12 الميلادي بالأندلس.
ورغم مرور أكثر من ربع قرن على عرضه، لا يزال الفيلم حاضرًا في ذاكرة السينما العربية كأحد أبرز الأعمال التي جمعت بين الفكر والفن والموسيقى، والفلسفة، حيث اشترك في تمثيله كل من، نور الشريف، ليلى علوي، محمد منير، محمود حميدة، وغيرهم، وخلف الكواليس دارت أحداث لم يعرفها الكثير منها المرشحين الأولين لأبرز الأدوار.
اعتذار تسبب في نجومية محمد منير
ما لا يعرفه الكثير عن فيلم المصير هو ما دار خلف الكواليس، حيث كشف الراحل نور الشريف في إحدى لقاءاته عن سر المُرشح الأول لدور الشاعر الذي جسده محمد منير، حيث وقع الترشيح الأول من خلال المخرج يوسف شاهين على الهضبة عمرو دياب لتجسيد شخصية الشاعر، ولكنه تراجع عن الدور خوفًا من التجربة واعتذر، ليذهب الدور للكينج ويفتح أمامه أبواب النجومية السينمائية.
فيلم المصير وجهان لعملة واحدة
وكان فيلم المصير بمثابة عملة واحدة بوجهين مختلفين لـ اثنين من عمالقة الفن والموسيقى في مصر والوطن العربي، حيث تسبب اعتذار الهضبة في نجومية الكينج، بينما كان حضور عمرو دياب خلال كواليس المصير بفترة التحضيرات لموسيقى الأندلس بداية إنطلاقة موسيقية جديدة له، وألهم الفن الأندلسي الهضبة بأغنيته الشهيرة حبيبي يا نور العين، وفق ما كشفه نور الشريف، وحققت نور العين نجاحًا قياسيًا فور طرحها بالأسواق المحلية والعالمية.
علي صوتك بالغنا.. حبيبي يا نور العين
لم يكُن فيلم المصير طفرة فنية عبرت عن الحرية من خلال التمثيل فقط، بل وُلد من خلاله أغنية علي صوتك بالغنا، وهي الأشهر في مسيرة الكينج، ولا تنتهي حفلة له دون غنائها حتى الأن، ليصبح المصير هو الأرض الممهدة لتحرير الأغنية العربية من أية قيود، حيث خرج منير للعالم بكلماتِ متحررةِ من خلال علي صوتك بالغنا لسة الأغاني ممكنة، بينما خرج الهضبة بموسيقى متحررة ومتجددة بالدُف والتصفيق من خلال حضوره بكواليس الفيلم.
