حائط البطولات.. تسبب فى أزمة مع الرقابة ومبارك منع عرضه

رغم مرور أكثر من عقدين على إنتاج فيلم حائط البطولات، ما زال الجدل يلاحق هذا العمل السينمائي الذي أراد صُناعه أن يكون توثيقًا بطوليًا لمرحلة الصمود العسكري بعد نكسة 1967، وحتى حرب أكتوبر المجيدة، لكنه اصطدم بقرارات المنع والتأجيل حتى أصبح واحدًا من أكثر الأفلام إثارة للجدل في تاريخ السينما المصرية.
إنتاج ضخم برؤية وطنية
أخرج محمد راضي الفيلم وقدم بطولته كل من محمود ياسين في دور قائد قوات الدفاع الجوي، فاروق الفيشاوي في دور المقدم جلال أبو سعدة، خالد النبوي، أحمد بسيوني، حنان ترك، أحمد بدير، مصطفى شعبان، وغيرهم، وروى تفاصيل نقطة التحول الاستراتيجية في حرب الاستنزاف، وأعاد الثقة للجيش المصري وصولًا إلى نصر أكتوبر.
واعتمد العمل على إنتاج ضخم من وزارة الدفاع المصرية، وشارك فيه مئات الجنود في مشاهد المعارك، ليصبح أكثر واقعية وعلامة مميزة في تاريخ السينما الحربية.
أزمة مع الرقابة
ورغم اكتمال تصوير الفيلم في منتصف التسعينيات، فوجئ صُناعه بقرار عدم عرضه تجاريًا، واختلفت التفسيرات حول الأسباب، مرات يصفه البعض بالمبالغة في التركيز على دور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في المعركة، على حساب المرحلة التي تلت وفاته، بينما رأى آخرون أن العمل لم يتوافق مع الرؤية الرسمية التي كانت تميل إلى إبراز دور الرئيس الأسبق حسني مبارك في نصر أكتوبر.
حقيقة دور مبارك في منع حائط البطولات من العرض
بينما كان الهدف الأساسي من الفيلم هو التركيز على دور الدفاع الجوي في الحرب، تعرض صُناع العمل لغلق جميع الأبواب في وجههم خلال التصوير دون معرفة الأسباب الحقيقية، لـ تأتي جملة واحدة قالها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لدكتور عادل حسني، المنتج التنفيذي للفيلم خلال تواجده مع الوفد الرئاسي في فرنسا، أوضحت ما حدث.
فوجئ عادل بالرئيس مبارك يقول له، ألا تعلم أنه لولا الضربة الجوية ما نجحت حرب أكتوبر، ليفهم بعدها أن سبب منع عرض الفيلم هو تهميش أهمية دور مبارك في النصر.
عرض متأخر واهتمام إعلامي
ظل الفيلم حبيس الأدراج أكثر من 15 عامًا، حتى جاءت اللحظة المُرتقبة بعد ثورة 25 يناير، حيث طلب بعض رجال المجلس العسكري تصريحًا بعرض الفيلم، وعُرض رسميًا عام 2014 في ذكرى انتصارات أكتوبر، بعد جدل واسع وضغوط إعلامية وثقافية، وعند طرحه، قوبل بترحيب من النقاد الذين وصفوه بأنه وثيقة بصرية هامة عن فترة مُغيبة سينمائيًا.