رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
كل النجوم صوت وصورة
رئيس التحرير
عبدالحميد العش
facebook twitter youtube instagram tiktok

رسالة إلى نادية لطفي : لكن الأساطير لا تموت

نادية لطفي
نادية لطفي

رحلت عن عالمنا صباح اليوم جميلة السينما المصرية نادية لطفي بعد صراع طويل مع المرض، حيث كانت حالتها الصحية في تدهور مستمر خلال الفترة الماضية، صعدت روحها إلى بارئها إلا أنها تركت حبها مغروساً بقلب جمهورها وعشاق فنها، الذي ارتبط بعذوبة صوتها وجمال طلتها، فلم يكن من باب المصادفة أن يغني لها العندليب الأسمر أغنية إسمها «الحلوة». 

هل اعتزلت نادية لطفي؟ 

فعلى الرغم من ابتعادها عن الساحة الفنية منذ وقت طويل، إلا أنها نفت اعتزالها موضحةً أن علاقتها بجمهورها لا تنقطع حيث قالت بأحد الحوارات عن اعتزالها: «لا طبعاً لم أقل أني اعتزلت في أية مناسبة، والوصال بيني وبين الجمهور لم ينقطع حتى اللحظة، فالفكرة من وجهة نظري أن العلاقة بين أي فنان وجمهوره ليست مجرد فيلم أو عمل فني، لكني أظن أن مكانتي لازالت متعمقة داخل مجتمعي».

وعن فكرة عودتها للتمثيل قالت:  «لا طبعاً، لن أعود، لأن لكل مرحلة معطياتها ومتطلباتها، ولم أعد في لياقتي التي كنت عليها في الماضي، وبالتالي لو قدمت أي عمل لا أعتقد أنه سيعجب جمهوري، وفي نفس الوقت لن يضيف إليّ شئ بل على العكس قد يسحب من رصيدي، أو يصبح العمل ذكرى ليست جيدة ما بيني وبين الجمهور، وأعتقد أن الفنان لابد وأن يتحلى بالشجاعة حتى يقرر في لحظة من اللحظات أن ينسحب ويحافظ على مكانته في قلوب محبيه».

البداية مع الملك

كانت بداية نادية لطفي من خلال فيلم «سلطان» مع ملك الترسو فريد شوقي، عام 1958, وكانت تعتبر هذا الفيلم محطة هامة بحياتها المهنية، وانطلقت بعدها للنجومية، حيث لفتت الأنظار برقتها وجمالها الأخاذ وذكائها الواضح،   وفي فترة السينينات قدمت  مجموعة أفلام رائعة منها «مع الذكريات، حب لا أنساه، ثورة البنات، الباحثة عن الحب، أبي فوق الشجرة»، و«المومياء» للمخرج شادي عبدالسلام، ويعد هذا الفيلم من أفضل الأفلام في تاريخ السينما المصرية والعربية، والأقرب إليها أيضاً فقالت عنه: «الفيلم يعتبر نموذجاً للاستخدام الأمثل لأدوات القدرة على التعبير، ودور زينة الذي قدمته خلاله أعتقد أنه يصلح لأن يكون قصة كاملة وفيلماً مستقلاً بذاته، وأعتقد أن فناناً كأحمد زكي يعتبر نموذجاً لهذا النوع من الموهوبين الذين استطاعوا استغلال موهبتهم الغير محدودة».

نادية لطفي في القفص الذهبي 

ثم بدأت تنظر للحياة بمنظور آخر، وهو منظور الأسرة والأبناء وبناء حياة مستقرة فتزوجت من ضابط بحري يدعى «عادل البشاري»، أنجبت منه ابنها الوحيد «أحمد»، ولكن لم يدم هذا الزواج سوى عامين. فبحثت عن الاستقرار بتجربة أخرى في فترة السبعينيات، وتزوجت من المهندس «إبراهيم صادق» ولم تنجب منه رغم أنها عاشت معه فترة طويلة، وكانت الزيجة الثالثة من  «محمد صبري».

جميلة الجميلات .. الثائرة الخالدة

لم تكن أبداً نادية لطفي فنانةً سطحية أو تعتمد على الجمال فقط، بل كانت مثقفة وقارئة جيدة وكاتبة وسياسية محنكة،  فكانت دائما تناصر القضية الفلسطينية وتتأثر بأوضاع البلاد العربية، كانت وطنية ومحبة لمصر ففي عيد ميلادها الأخير، كانت أمنيتها لعام جديد هي أن تظل مصر بلد الأمن والأمان.

 في عام 1988 كان آخر أعمال نادية لطفي السينمائية من خلال فيلم «الأب الشرعي» والذي شاركها بطولته النجم محمود ياسين إخراج: ناجي أنجلو،  إلا أن لويزا رغم ابتعادها بقيت في ذاكرة جمهورها واستمر تواصلها معه فكانت أسعد لحظاتها عندما يتصل معجبيها للاطمئنان عليها،  رحلت لويزا وتركت مسيرة فنية وسيرة إنسانية لا يقوى الزمن على طمسها .. وداعاً جميلة الجميلات.

 

 

تم نسخ الرابط