رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
كل النجوم صوت وصورة
رئيس التحرير
عبدالحميد العش
facebook twitter youtube instagram tiktok

إلهامي سمير يكتب : نعيب حمو بيكا والعيب فينا !

حمو بيكا
حمو بيكا

قالها عادل إمام من قبل فى مسرحية أنا وهو وهى، حين هتف بأعلى صوته : بلد بتاعة شهادات صحيح، منتقدا المحسوبية وضياع الفرص على مستحقيها، لكن اليوم وبعد 57 عاما على عرض المسرحية، تبدل الحال وأصبحنا بتوع تصريحات وليس شهادات.

 

أعرف تحديدا وعلى وجه متى دخل اختراع الإنترنت مصر ليحجز لنا موعدا جديدا مع نقلة تكنولوجية مهمة فى عمر الوطن وعمرنا معه، لكنى لا أذكر متى على وجه الدقة، بدأت لعنة الترند، الذى تسابق الكثيرون إلى ركوبه ليفسدوا ما جاءت التكنولوجيا لتصلحه.

 

مؤخرا خرج علينا الظاهرة حمو بيكا بتصريح لوذعى احتل الترند، قال فيه موجها حديثه للأطباء والمهندسين، إنه لا يشعر بالذنب لأنه أصبح من المشاهير والنجوم، بينما هم على هامش الهامش فى مجتمع بدا جليا لحمو أنه قبله بمنتهى الأريحية وفرش له الأرض بالورود ليقفز فوق كل الصعوبات التى يمكن أن تعيده من حيث جاء دون أن يلحظ أحد أنه جاء إلى وسط غنائى منهك بفعل القرصنة وقلة الإنتاج وغياب النجوم وأشياء أخرى.

 

مع الظهور الأول لـ حمو صاحبته على السوشيال ميديا، موجات من السخرية التى طالت اسمه وهيئته، ومن بعدها طريقته فى الحديث، والتى اعتمد فيها على رسم صورة تتيح للجمهور أن يُكون عنه وجهة نظر مفادها أنه طيب وعلى نياته، لكن تلك الصورة تم تجاوزها سريعا بعد أن شغل حمو الجميع بمهرجاناته الصاخبة، التى تشابهت فى تركيبها مع مثيلاتها من المهرجانات، التى تقوم على تمجيد الذات، واستدعاء أناس لا نعرفهم ولا يعرفونا ولا نعرف حتى دورهم فى حياة حمو أو مسار ما يقدمه من مهرجانات ليختصهم بهذا المدح المبالغ فيه.

 

ركب حمو بيكا الموجة والترند، وبدأت أغانيه تهرب من كل منافذ الرقابة لتسكن الحوارى والأرصفة وأجهزة الكاسيت المتهالكة فى تكاتك أفنت نصف عمرها فى الهروب من قبضة رجال الأمن، قبل أن تنتقل مهرجانات حمو ـ لأسباب تحتاج إلى محللين وخبراء فى علم النفس لتفسيرها ـ إلى حفلات وأفراح الصفوة ويعلن بيكا نفسه وقتها مطربا تصلح أغانيه للتعاطى مع كل الأذواق والفئات.

 

وكما النار التى تجد مرتعا فى الهشيم مضت مهرجانات حمو فى طريقها تأكل مواهب كثر وتدهسها تحت عجلات الرغبة فى تلميع من لا يستحق وتسويق مهرجاناته وبوستاته وتعليقاته على أى شيء وكل شيء من باب السخرية لنصنع منه صنما جديدا فى عهد لا مكان فيه للأصنام.

 

أنا شخصيا لست من دعاة محاربة المهرجانات، لأن كل ممنوع مرغوب وإذا أطلقت كل الأسلحة فى طريق قتلها فسوف تجد تلك النوعية رواجا أكبر، ولذا فالحل الوحيد فى مواجهتها هو تجاهلها، فالتجاهل قادر على أن يُسقطها من فرعها الذى نبتت فيه خلسة من الكل، كورقة شاخت ولم تعد قادرة على مواجهة رياح الفن الحقيقي، وتذكروا أن هناك كثير من مقدمي المهرجانات صعدوا سلم النجومية والشهرة فجأة، وأسهم الكثيرون منا، جمهور وإعلاميين فى تلميعهم ـ بقصد أو عن غير عمد ـ قبل أن يقتلهم التجاهل ويعيدهم من حيث جاءوا.. تجاهلوا حمو ورفاقه لتندثر تجربتهم إلى غير رجعة، أو لمعوا فيهم بس ماحدش يرجع يشتكي.

 

 

تم نسخ الرابط