رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
كل النجوم صوت وصورة
رئيس التحرير
عبدالحميد العش
facebook twitter youtube instagram tiktok

بعد رمضان .. خبر أبيض يكتب عن ملك دراما السهل الممتنع

أسامة أنور عكاشة
أسامة أنور عكاشة

انتهى موسم رمضان 2021، الذى شهد الكثير من التقلبات الدرامية على مستوى الكتابة، ودفع بأغلب رواد السوشيال ميديا إلى عقد مقارنات لا تنتهى مع كتابات العبقري أسامة أنور عكاشة، التى عاشت خالدة حتى اليوم، فيما أعلن المخرج رؤوف عبدالعزيز عن استعداده لخوض تجربة سينمائية جديدة من تأليف عكاشة، تحمل اسم الباب الأخضر، وهو الخبر الذى علقت عليه نسرين ابنة الكاتب الكبير بقولها إنها مطمئنة ولديها ثقة كبيرة في رؤية رؤوف عبدالعزيز لتقديم الفيلم، الذي شددت على أنه من أهم الأعمال السينمائية لوالدها.

 

والباحث فى أعمال الكاتب الكبير سيجد أنه ومن منطلق إحساسه العميق بالوطن وشغفه الشديد بهمومه ومشكلاته وسعيه نحو حلها كواجب أصيل ضمن واجباته الفنية، انشغل الكاتب الكبير وأحد أهم أعمدة الدراما المصرية، أسامة أنور عكاشة بأسئلة تبحث عن ماهية الوطن وهويته، لدرجة أن تلك الأسئلة صارت بتتابع أعماله، النواة التى تدور فى فلكها أفكاره وأطروحاته المختلفة التى صاغها فى أكثر من عمل درامى وسينمائى وحتى مسرحى.

 

ففى ملحمته الرائعة ليالى الحلمية، التى تعد أبرز أعماله وأشهرها ستجد أن أحد أهم الأسباب التى أدت إلى تحقيقها لهذا النجاح الكبير، والذى يتكرر مع عرضها كل فترة، غوص عكاشة فى الشخصية المصرية، حيث تتبع الكاتب الكبير فى تلك التحفة الدرامية المصائر المتشابكة لعائلتى البدرى وغانم بقدرة رائعة على السرد المتشعب والمتعدد للقصص، التى تكشف لنا لمحات من سياسات الإصلاح الزراعى والتأميم وصعود العمال والفلاحين، وحتى فساد التسعينيات ممثلا فى ابن الرجل الكبير الذى يصبح سمسار الاقتصاد الأول فى مصر. 

 

وقد اختار عكاشة حى الحلمية كرمز ونموذج مصغر للمجتمع المصرى بأكمله، حتى يترجم من خلاله التحولات التى طرأت على الحى وسكانه وسلوكياتهم، وكيف كان كل منهم يسعى إلى البحث عن أبجديات جديدة تتوافق مع العصور المختلفة التى يضعنا فيها الكاتب.

 

وإذا تركنا الحلمية وانتقلنا إلى مسلسل الراية البيضاء ستكتشف أن أسامة أنور عكاشة الذى كان يدافع عن القيم، دق ناقوس الخطر، ونبه إلى انهيار الأخلاق وغياب الضمير، تماما كما نبه من خطورة سيطرة مظاهر القبح على الجمال من خلال شخصية فاطمة المعداوى التى يلخص فيها نظرته للطبقة التى غابت عنها الثقافة، والتى وجدت نفسها بعد الانفتاح، وبفضل أموالها تسيطر على مقدرات الأمور، ما يدفعها إلى هدم الثقافة والقيم ودهسها تحت عجلات سياراتها الفارهة.

 

وفى مسلسل زيزينيا أيضا ستتعرف وبسهولة على مسعى جديد نحو الهوية، وذلك من خلال شخصية البطل بشر عامر عبد الظاهر، والذى خرج معه عكاشة ولأول مرة من إطار البطل الذى يتعاطف معه الجمهور، فقدم البطل الذى يضيف بعدا فلسفيا عن الوجود والهوية، وهو بعد جديد لم يكن الجمهور المصرى قد تعوده من قبل. كما ستجد أن أسامة يجسد في المسلسل الصراع على أكثر من مستوى، أبرزها صراع بشر مع نفسه بين أصوله وتحضره المكتسب.

 

ولا ننسى أرابيسك، وبطله حسن النعمانى ابن الحارة الشعبية، المعجون بحب هذا الوطن والحامل لجينات النجاح والفشل بداخل ذاته المتقلبة، وكما جرى فى مسلسلات أخرى لعكاشة ستجد في أرابيسك أبناء الحارة المتمسكين بتراثهم وثقافتهم، يواجهون الثقافات الأجنبية التى عايش أهلها وتفاعلوا معهم بقدر الحاجة والضرورة، فيتخلق صراع لا ينتهى بين علاقتهم بالإرث الفنى والحضارى المخزون بداخل أصاحب المهارات الفنية والجمالية من أهل الحرف والصنائع، وبين الحداثة بزحفها على كل ما هو قديم بحجة أنه لم يعد مناسب.  

 

 

تم نسخ الرابط