نحت درامى .. لماذا يستحق مسلسل نمرة اتنين أن يكون نمرة عشرين؟
استطاعت أعمال الـ platform أو المنصات الإلكترونية أن تحقق نجاحاً لا ينكره اثنان خلال الفترة الماضية، حتى أن البعض بدأ يروج إلى أن الدراما التلفزيونية ستختفي مستقبلاً، في ظل الصعود المرعب لهذه النوعية من الأعمال، خاصة وأن صناعها لجأوا إلى تقديمها على شكل حكايات ذات رتم سريع، وهو ما يعالج بشكل جذري أزمة المط والتطويل في الأعمال التي تُعرض على التلفزيون.
لكن يبدو إن هذه النظرية ليست صحيحة بعد المستوى الهزيل فنياً وإخراجياً و إنتاجياً الذي ظهر به مسلسل نمرة اتنين، والذي رغم إنه ضم تقريباً أهم نجوم مصر في الحكايات التي عُرضت، لكن غلب على جميعها فقدان الحبكة والروح، ولم تفلح فكرة الاستعانة بأبرز الكتاب وألمع المخرجين لتخرج الحلقات بأفضل شكل ممكن، ليشعر المشاهد أمام جميع القصص بأنه أمام وجبة درامية تنقصها الكثير من المقادير!.
فمثلا حكايات منة شلبي ومنى زكي ونيللي كريم لا تقوم على أية فكرة أو موضوع أو حتى معلومة يريد صناعها إيصالها للمشاهد، سوي أن يظهر هؤلاء النجوم على الشاشه فقط بمنطق نصور ونتفاهم فيما بعد!، حتى إنتاجياً وإخراجياً جاءت جميع الحكايات فقيرة جداً، فمثلاً معظم المشاهد تم تصويرها في 2 أو 3 لوكيشن على الأكثر!.
وربما سيفاجأ القارئ بأن آخر حلقات المسلسل عرضت يوم الخميس الماضي، دون أن يشعر أحد، رغم إنه قد شارك فيه : نيللي كريم، منى زكي، إياد نصار، عمرو يوسف، منة شلبي، شيرين رضا، أحمد مالك، ومع ذلك مر مرور الكرام ودون أن يترك أي صدى، ومع تحليل هذا الأمر يتضح إن صناع المسلسل كانوا حريصين بشكل أكبر على استقطاب النجوم وإغراء الجمهور بجاذبية أسمائهم، متجاهلين تماماً جودة الحكايات التي سيقدمونها، فخرجت مسلوقة بلا شكل أو روح.
وهو ما يترك علامة استفهام كبيرة تحتاج إلى توضيح من النجوم الذين وافقوا على المشاركة في عمل فقير فنياً بهذا الشكل.
كما إن فكرة حشو الأعمال بأسماء كبيرة دون منطق أو مبرر بهدف استغلال قيمتهم التسويقية عفا عليها الزمن، خاصة وإن الجمهور أصبح هو أكبر وأدق النقاد، ولم تعد مثل هذه الحيل تخدعه، ولعل الجميع يذكر فيلم ليلة البيبي دول، والذي كان يعتبر الأضخم إنتاجاً في تاريخ السينما المصرية، وضم نجوماً كان مجرد وضع صورتهم على أفيش أي عمل معناه تحطيمه لشباك التذاكر، فكان أبرز المشاركين في الفيلم : نور الشريف، محمود عبدالعزيز، ليلى علوي، محمود حميدة، غادة عبدالرازق، أحمد مكي، وغيرهم، ومع ذلك سقط الفيلم سقوطاً مروعاً، وانتهى اسم شركة جود نيوز كشركة منتجة إلى الأبد.